اكاديمية شذا الروح للنشر والتوثيق الشاعر قاسم الحمداني
مرارة الزمن
............
آه منك يازمن
آه على عمرٍ مضى
آه على جروح لم تلتئم
عمري في تقدم مستمر
ومازلتُ أعاني من غدر الزمن
محتم علينا أن تجري بنا السنين
وكأنها قطار لايقف
بمحطة ليستريح
تجري بنا الأيام
ولانعلم متى نستريح
لايهمني كم مضى
من عمري
وكم خصلة بيضاء في شعري
وكيف ملأت
التجاعيد خدي
وإلى متى سيبقى
منحني ظهري
وإلى متى تبتعد
الناس عني
آه يازمن
عالمي صار عالم غريب
وطبعي أصبح طبع غريب
حتى هندامي
وتسريحة شعري
ومنطقي امسى غريب
آه يازمن شاب داخلي
وكثرة عللي
ولن ينفعني طبيب
الفؤاد شاخ
وقد هجرهُ الحبيب
أمنيات شبابي هباء
في مهب الريح
هذا أنا أبكي
على ماضي حزين
ومستقبل مجهول
ليس له أمام
أنوار عيوني
أصابها الذبول
وصوتي المشحون
بالحنان ذاب
هذه الحياة تركض بي
ياليتني أسبقها
وكيف أسابقها
وقد قيدت أرجلي
بسلاسل من حديد
لا أعرف أين أذهب
وأنا مقيد
تطاردني أشباح الماضي
وأمامي خندق عميق
وبحر كبير
من الأحزان
ياسيدي ويامولاي رحماك
فمازلت جاهل أغني للحياة
أقتربي وهاتي يداكِ
لنقذف زهرة أرجوان
أو ناكل زيتون وحب رمان
تضحك عليّ
أي شيخ أنت
تناديني وكأنك لاتعرفني
تقول لي أستمع لي
ولا تقترب مني
فإني نار حارقة
بركان ثائر
طوفان هائج
صوتي عالي
ليس لي صدى
أهرب مني فإني سأعذبكَ
وأجلب لكَ الآهات
لذات الأمس ذابت
مع الثلج
وشبابك ووسامتك
وعطورك
أحترقتْ بنار شبابك
فاذا تكلمت أحبس أنفاسك
وخبأ كلامك فلا أحد
يخلصك من معاناتك
المفترضة عليك
ياصديقي أنك متعب
ومرهق
فلابد لك من الاسترخاء
ومراجعة النفس
فالقلب شاب
والجرح كبير
أي الجروح تنساها؟؟
وقد حفرت بأعماق جسدك
أستلقي بهدوء ولا تعاني
فجروحك ليس لها دواء
آن الأوان أن تلقي
بها من الجبال
أو تلقي بها
في جب عميق
وتستسلم لواقع الحال
فالمحيط ليس له قرار
والعمر يحترق
كأنه لهيب من نار
آه ياسنين العمر
غاصت ولا أعلم عنها شيء
ضاعت وسأعيش
الألم لوحدي
فلاعذر لي
لقد مضت الأيام والسنين
............
قاسم الحمداني
تعليقات
إرسال تعليق