اكاديمية شذا الروح للنشر والتوثيق الشاعر الشاعر محمد الدبلي الفاطمي

كَـــــــــــــــــــــــفــــــــــــــــى

كفى فَهذا الأَسى قدْ صارَ يَكْفينا
وكَيْــــفَ تَقْبلُ بَيْعَ العِرْضِ أَيْديـــــنا
إنَّ الحقائِقَ في الآفاقِ قدْ ظَهرَتْ
والبُؤْسُ أَصْبَحَ بِالأَوْجاعِ يَـــــــسْقينا
صِرْنا ضِعافاً وَلمْ نَشْعُرْ بِنَكْسَتِنا
كَاَنَّما الجَهْلَ قدْ أَعْــــــــــــــمى مَآقينا
نُمْسي وَنُصْبِحُ والأَوْجاعُ تَنْهَشّنا
وَلَيْـــسَ يوجَدُ منْ بالعَدْلِ يَحْــــــــمينا
تَغَلْغَلَ الجُبْنُ في أَهْلي فقَهْقَرَهُمْ
وَمِنْ تَمَلُّقِـــــــــــهِمْ زادتْ مآســــــــينا

يا عارِفاً دَهْرَهُ يَكْفيكَ ما يَقَعُ
منَ الجــــــرائِمِ فالإِرْهابُ يتَّــــــــــــــسِعُ
دارَ الزَّمانُ علينا واسْتَبدَّ بِنا
حُبُّ الحياةِ وَحُبُّ المالِ والطَّـــــــــــــــمَعُ
يَكادُ يُقْرَأُ ما تَجْتاحُ أُمَّــــتنا
وَكُلُّنا صوْبَ ســــــــــوءِ الحالِ نَــــــــنْدَفِعُ
نَجْري وَنَلْهَثُ والأَيَّامُ مُسْرِعَةٌ
وَلَيْسَ يَقْنعُ مَنْ أَوْدى بِهِ الجَـــــــــــــشَعُ
وأنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ النَّاسَ في وَطَني
نامَتْ عَزائِمُهُمْ مِنْ بَعْدِما وَقَــــــــــــعوا

يا وارِداً سوءَ عَيْشٍ جاوَزَ الكَدَرا
إذْ صارَ كَالنَّتْنِ إِنْ أَخْفَــــيْتَهُ ظَهَــــرا
لا يَرْتَقي اليَوْمَ إلاَّ عاقِلٌ فَطِنٌ
ولا يَنالُ العُــــــــلى إلاَّ مَنِ ابْتَـــــــــــكَرا
وَإنْ سَقى الغَيْثُ أَرْضاً مِنْ مَواطِرِهِ
مَنْ شاءَ فالْيَجْنِ مِنْ خَيْراتِها الثَّمَرا
مَنْ حَرَّرَ العَقْلَ بالتَّفْكيرِ دامَ لَهُ
صَفْواً وقَدْ وَجـــــــــــدوا مِنْ بَعْدِهِ الأَثَرا
لا يَنْهَضُ العَقْلُ إلاَّ بعْدَ صَحْوَتِهِ
كَالغيْثِ إنْ صَبَّ أَحْيا النَّجْمَ والشَّـــجَرا

ساءَتْ بِأُمَّتِنا الأَخْلاقُ والقِيَمُ
واجْـــــتاحَ مَــسْلَكَنا الإِمْــــــــــــلاقُُ وَالأَلَمُ
وَقدْ رأَيْتُ ضِعافَ النَّاسِ في وَطَني
مِنْهُمْ صَقيعُ الجـــــوعِ يَنْتَـــــــــــقِمُ
تَبْكي العَوائلُ ما عانَتْ وَحَقَّ لها
أنْ تُدْرِفَ الدَّمْعَ والمَأْساةُ تَحْـــــــتَدِمُ
عَمَّ البَوادِيَ فَـــقْــرٌ فاسْتَبَـتـدَّ بِها
لَوْلا التَّسَلُّـطُ ثـــارَ النَّاسُ كُـلُّـهُـــــــمُ
لا يَخْـتَـفي الفَقْرُ إلاَّ بِاسْـتِـقامًـتِـنا
بِذاكَ أَخْبَرَنا القِـرْطـاسُ والقـــــــلَـــمُ

ماذا سنَفْـعَــلُ والأَقــوامُ جُـــهَّـــالُ
كَأَنَّما البُــــــؤْسُ بِالظَّـلْـماءِ هَــطَّــالُ
عادَ الفَـــــسادُ بِنا خَـلْـفاً فَأَغْرَقَـنا
تَحْتَ الكَسادِ وَسوءُ الحالِ أَشْــــــكالُ
وَراعَنا مِنْهُ رِجْسٌ طالَ أُمّتَنا
وَاغْتالَها في غِــيابِ العَـدْلِ إِهْــــــمالُ
وَكَيْـفَ أَسْـتُـرُ سوءَ الحالِ في وَطني
والنَّهْبُ طاغٍ وَسوْطُ القَمْعِ صَوَّالُ
إنَّ الشُّـعوبَ إذا ما الحُكْمُ أَفْسَدَها
طَغى اللُّصوصُ بِها والجَــــهْلُ وَالمالُ

دَعْني أُفَكِّرُ في سوريا وَفي اليّمنِِ
وَكَيْفَ أَصْبَحَ حالُ النَّاسِ في زَمَنــي
تَجاهَلَ العَرَبُ الأَرْحامَ فَانْحَرَفوا
مِنْ بَعْدِما غَـــــرِقوا في الوَيْلِ والمِحَنِ
وَأَصْبَحوا أُمَماً تَحْيا بِلا نَسَبٍ
والوَضْعُ يَعْكِسُ حَجْمَ العَجْزِ في وَطَنــــي
أَلَمْ تَرَ العَرَبَ الجُهَّالَ ما ارْتَكَبوا
مِنَ الجرائِمِ باسْمِ الدّين في الفِـــــــتَنِ
يُريكَ مَنْظَرُهُمْ أَسْرارَ مَخْبَرِهِمْ
وَالعَجْزُ يُظْهِرُ ما بِالــقـــوْمِ مِنْ وَهَــــنِ
محمد الدبلي الفاطمي


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اكاديمية شذا الروح للنشر والتوثيق

اكاديمية شذا الروح للنشر والتوثيق الشاعر د. خالد وجية

منتدي عزف ناي وتراتيل روح